وفاة مولانا داملا صابر القرغيزي الحنفي الماتريدي
إنا لله وإنا إليه راجعون.انتقل اليوم إلى رحمة الله العالم الجليل، شيخ أكثر مشايخ قرغيزستان مولانا داملا صابر القرغيزي الحنفي الماتريدي النقشبندي.
تخرج الشيخ رحمه الله تعالى رحمة واسعة في الحجرات في زمن السوفييت، ثم نهض لنشر العلوم مع إخوانه العلماء في ربوع قرغيزستان، فوزعوا عملهم وجهدهم على محافظات البلاد المختلفة حتى انتشر نور العلم في ربوع البلاد، وبعد انقضاء العهد السوفييتي تولى الشيخ رحمه الله رحمة واسعة أعلى المناصب في الدولة، وكرم بالأوسمة العليا تقديرا لدوره في نشر الإسلام والحفاظ على هوية الشعب القرغيزي.
وكان الشيخ قد انتقل من باتكين في جنوب قرغيزستان واستقر بالعاصمة بيشكيك وأنشأ فيها مدرسته المباركة التي أخرجت كبار علماء قرغيزستان الحاليين.وكان الشيخ متمسكا بمنهج أهل السنة والجماعة لا يحيد عنه قيد أنملة، عقيدة وفقها وتصوفا. و يحدثني أحد كبار طلابه فضيلة الشيخ كينجتاي كيف كان ملا صابر يرعاهم وهم شباب صغار ويشتري لهم بنفسه الطعام ويطعمهم ويطبخ لهم بيده في مدرسته التي أسكنهم فيها حتى يفرغهم للعلم والدراسة. وكنت قد شرفت بلقائه في زيارتي الأولى لقرغيزستان ، وكنت قد طلبت أن أن تكون زيارتي له أول زيارة لي في قرغيزستان بعدما سمعت عنه في مصر قبل سفري من الطلاب القرغيز، فكان ذلك وبدأت بزيارته رحمه الله رحمة واسعة؛ فوجدت فيه نورا وبركة ونقاء وإخلاصا، وشعرت معه بطمأنينة عجيبة، ووجدت في وجهه نورا فقبلت يده المباركة بمجرد رؤيته، وشرفت بدعائه، وأهدى لي مصنفاته المباركة.أسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.تعازينا لكل الشعب القرغيزي، وللسادة العلماء في قرغيزستان، ولطلاب الشيخ ومحبيه في كل مكان
.