كيف يفهم المسلمون في العالم مصطلح أهل السنة والجماعة

من أعظم نعم الله على غالب المسلمين في جل الأقاليم التي انتشر فيها الإسلام، ومنها على سبيل المثال:شبه القارة الهندية وهذا يشمل دولا كثيرة وأعدادا من المسلمين غفيرة. وعلى المسلمين في أذربيجان والبلقان والقوقاز وتركيا.وعلى المسلمين في جنوب شرق آسيا وهذا يشمل إندنوسيا وهي أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان ودولا أخرى كبيرة كماليزيا وإقليم فطاني بتايلاند.بل وعلى المسلمين في الصين وهم أقلية في الصين لكنهم بالملايين. من نعم الله على المسلمين في هذه الأقاليم الكبيرة وغيرها في ربوع العالم أن مفهوم أهل السنة والجماعة لم يلتبس في الوعي الجمعي لمعظم هذه الأمم والشعوب بضلالات الوهابية.فلا تجد في الغالب الشائع مسلما عاميا هنديا أو باكستانيا أو تركيا أو صينيا على سبيل المثال من عموم الناس مهما كان بسيطا يلتبس عليه أن الوهابية فرقة لا علاقة لها بأهل السنة والجماعة.فالوعي الجمعي في الغالب الأعم في هذه الأقاليم يدرك أن الوهابية فرقة منحرفة مستقلة عن أهل السنة والجماعة، سواء بسواء كما أن الرافضة فرقة لا علاقة لها بأهل السنة والجماعة.أما في مصر وأكثر الدول العربية ومناطق أخرى من العالم الإسلامي فالأمر مختلط على الناس اختلاطا شديدا، بل صار الناس يظنون أن الأزهر مبتدع والوهابية هم أهل الحق وأهل السنة والجماعة!!!هذا الحال المزري البائس المقلوب مما ينبغي أن تتوجه لتصحيحه طاقات العلماء والدعاة في الأزهر الشريف وفي مصر وسائر البلاد العربية، وأن تبذل فيه الأوقات والأقلام والدروس والمنشورات والتسجيلات، فإن كل التطرف والإرهاب والإفساد في الأرض الذي نراه من حولنا وفي بلادنا له حبل متصل ممدود بالوهابية، كالحبل السري بين الأم وجنينها. ومن المعلوم أن التحديات أمام هذا الطريق صعبة، والمعوقات كبيرة، لكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.وقد أتم الله نوره، بامرأة ورجل وصبي رضي الله عنهم آمنوا بسيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمكة، حتى بلغ هذا النور ما بين المشرقين.لله رجال، جعلنا الله وإياكم منهم..