الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أحمد الشريف

مقالات

هل يجوز إهداء ثواب القراءة للنبي ﷺ ؟

قال العلامة ابن عابدين الحنفي -رضي الله عنه- في حاشيته مبيناً أحد أصول التعامل مع الجناب النبوي الشريف عند السادة الحنفية -رضي الله عنهم-:


مطلب في إهداء ثواب القراءة للنبي ﷺ: ذكر ابن حجر في الفتاوى الفقهية أن الحافظ ابن تيمية زعم منع إهداء ثواب القراءة للنبي ﷺ لأن جنابه الرفيع لا يتجرأ عليه إلا بما أذن فيه، وهو الصلاة عليه، وسؤال الوسيلة له. قال: وبالغ السبكي وغيره في الرد عليه، بأن مثل ذلك لا يحتاج لإذن خاص; ألا ترى أن ابن عمر -رضي الله عنهما- كان يعتمر عنه ﷺ عمرا بعد موته من غير وصية. وحج ابن الموفق -وهو في طبقة الجنيد- عنه سبعين حجة، وختم ابن السراج عنه ﷺ أكثر من عشرة آلاف ختمة; وضحى عنه مثل ذلك. أهـ.


قلت: رأيت نحو ذلك بخط مفتي الحنفية: الشهاب أحمد بن الشلبي شيخ صاحب البحر نقلا عن شرح الطيبة للنويري، ومن جملة ما نقله: أن ابن عقيل من الحنابلة قال: يستحب إهداؤها له ﷺ أهـ.


قلت: وقول علمائنا له أن يجعل ثواب عمله لغيره يدخل فيه النبي ﷺ فإنه أحق بذلك حيث أنقذنا من الضلالة، ففي ذلك نوع شكر وإسداء جميل له، والكامل قابل لزيادة الكمال. وما استدل به بعض المانعين من أنه تحصيل الحاصل لأن جميع أعمال أمته في ميزانه . يجاب عنه بأنه لا مانع من ذلك ، فإن الله – تعالى – أخبرنا بأنه صلى عليه ثم أمرنا بالصلاة عليه، بأن نقول: اللهم صل على محمد ﷺ، والله أعلم.أهـ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى