مجلة الأزهر تنهض من جديد
فضيلة الشيخ الجليل الأستاذ الدكتور : نظير محمد عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية علامة مضيئة في واقعنا العلمي بالأزهر الشريف ومصر والعالم الإسلامي.وهناك طفرة كبرى تحققت على يد فضيلته حفظه الله في الملفات التي تولاها، خاصة النهضة الكبيرة التي أحدثها في رئاسته لتحرير مجلة الأزهر العريقة.
ففضيلة الشيخ عالم جليل من علماء علم العقيدة الكبار المتمكنين بكلية أصول الدين بالأزهر الشريف، وأحد القامات العالية المتمسكة بالمنهج العلمي الوسطي الرصين لأهل السنة والجماعة عقيدة وفقها وسلوكا بالأزهر الشريف، وقد انعكس ذلك على مجلة الأزهر الشريف بوضوح وجلاء، فصارت المجلة منبرا شهريا لتزويد طلاب العلم والباحثين بل والعلماء بنفائس المصنفات العلمية في مجالات شتى لا سيما علم العقيدة والتوحيد، وعادت المجلة معبرة عن المنهج الأزهري السني الراشد الأصيل الذي كانت عليه منذ نشأتها التليدة، والذي رأينا للأسف قبل تولي فضيلة الشيخ الجليل رئاستها بعض الملاحظات على بعض الاختيارات التي تبتعد شيئا ما عن المنهج الأزهري الأصيل.والمتتبع للكتب القيمة التي تنشر كهدايا مع المجلة كل شهر ليجد بحق كنوزا علمية توزع مجانا كل شهر – سعر المجلة لا زال ثلاثة جنيهات معها كل شهر كتابين هديتين- كل كتاب منها كنز علمي ثري، ونلاحظ دوما أن أحد الكتابين يتناول بشكل مباشر علم العقيدة، ودوما كان هذا الكتاب من نفائس مصنفات كبار العلماء بالأزهر الشريف، كشيخنا الشيخ عبد الفضيل القوصي رحمه الله رحمة واسعة، وغيره من علماء الأزهر الشريف الكبار المنتقلين والأحياء.
وهذا الشهر – ذي القعدة- كانت إحدى الهديتين كتابا علميا رصينا لفضيلة الشيخ الجليل الأستاذ الدكتور: محمد ربيع جوهري عضو هيئة كبار العلماء بعنوان: “تأويل السلف لصفات الله تعالى”.
وهو كتاب فريد من عالم أزهري جليل كبير، يكشف كذب الادعاءات الكاذبة على سلف الأمة الصالح التي يرددها ويتشدق بها دوما الجهال من نابتة الزمان متابعين فيها الحشوية الأوائل وأذنابهم، وهذا الكتاب يحق الحق ويثبت بالأدلة والبراهين أن تأويل الصفات الخبرية المتشابهة كان أحد مذهبين للسلف والخلف عل حد سواء، وأن دعوى أن التفويض كان مذهب السلف والتأويل كان مذهب الخلف دعوى لم تقم على استقراء لكلام السلف ولا الخلف.فها هو سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول في تأويل قول الله تعالى: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام): الوجه عبارة عن ذاته تعالى. أهـ.وفي تأويل قوله تعالى : (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله) : فثم وجه الله أي قبلة الله. أهـ وهو قول أئمة من السلف منهم مجاهد والشافعي وغيرهما.وقال سفيان رحمه الله في تأويل قول الله تعالى (تجري بأعيننا): بأمرنا. أهـ.وقال مجاهد في تأويل قول الله تعالى: (قال يا إبليس ما منعك أن لا تسجد لما خلقت بيدي) : اليد هنا بمعنى التأكيد والصلة مجازا كقوله تعالى :(ويبقى وجه ربك). أهـ.
وأترك لقارئ هذه الكلمات حق الاستمتاع بقراءة هذه الهدية الطيبة من مجلة الأزهر للاطلاع على مافيه من مباحث ونكت علمية وحقائق تزيل الغشاوة عن أعين الذين يساقون خلف سراب الأكاذيب المنتشرة على وسائل الدعاية النابتية في وسائل التواصل الاجتماعي وفي المسموعات والمرئيات والمطبوعات والمطويات السيارة التي تهدف لزرع الفتنة ونشر العقائد الفاسدة بين شباب الأمة، وإدخالهم في طور التعصب والتشدد والتطرف الديني ليكونوا في أي وقت وقودا لنار الإرهاب والتكفير والتفجير والتدمير.و المطالع لصفحتنا المتواضعة هنا والتعليقات الإرهابية من قبل أتباع هذا التيار التكفيري المتطرف على ما ينشر فيها من آراء يجد سيلا جرارا من التكفير والتهديد بالقتل من شباب أغرار كثير منهم لا يعرف حتى أصول القراءة والكتابة بل يردد ما يلقنه في وسائل التواصل والإعلام كالبغبغاء.وأخيرا نشكر فضيلة الشيخ الجليل الأستاذ الدكتور: نظير محمد عياد على هذه النهضة الكبرى بمجلة الأزهر، ونسأل الله أن يوفقه للمزيد من الإنجازات.