الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أحمد الشريف

مقالات

مفهوم أهل الفترة عند أبي حنيفة – رضي الله عنه- وعلماء مذهبه


شاع عن السادة الحنفية والماتريدية – رضي الله عنهم- في فهمهم لكلام الإمام الأعظم _رضي الله عنه وأرضاه- في قضية “شروط التكليف بالإيمان” أن الإمام الأعظم – رضي الله عنه وأرضاه- لا يشترط بلوغ الدعوة كشرط من شروط التكليف بالإيمان ووجوبه على الإنسان، فعلى هذا فالشروط عنده ثلاثة:
العقل، والبلوغ، وسلامة الحواس على ما حُقِّق.

والصواب أن المسئلة ليست على فهم واحد للمنقول عن الإمام الأعظم – رضي الله عنه وأرضاه- في الباب، فقد ذهب محققون من كبار الأئمة الحنفية خاصة من مشايخ المذهب البخاريين إلى القول بزيادة الشرط الرابع وهو بلوغ الدعوة، وإليه كذلك يميل الإمام نور الدين الصابوني في كتابه الذي شرفت بتدريسه للطلاب وختمه في رمضان الماضي “الكفاية” ، حيث حمل الإمام نور الدين الصابوني – رضي الله عنه- الوجوب بالعقل المنقول عن الإمام على الأولى.

وقد نقل لنا الإمام العلامة المحقق القاضي البياضي – رضي الله عنه- خلاصة آراء العلماء الذين ذهبوا إلى هذا الفهم الثاني لكلام الإمام الأعظم – رضي الله عنه وأرضاه- في كتابه إشارات المرام فقال:
(وثبوت المعذرة بلا بلوغ الدعوة طائفة من أئمتنا البخاريين كما في الكشف الكبير والتحرير، و منهم: شمس الأئمة السرخسي، و فخر الدين قاضي خان البخاريان، واختاره ابن الهمام، وقالوا: لا حكم قبل البعثة وبلوغ الدعوة،…..). أهـ.

قلتُ – أحمد الشريف – وقد نقل هذا الرأي أيضا الإمام خاتمة محققي المذهب الحنفي ابن عابدين – رضي الله عنه- في حاشيته وكأنه مال أليه واستحسنه، وكفى بهؤلاء الأئمة أعني: السرخسي، وقاضيخان، ونور الدين الصابوني، وابن الهمام وابن عابدين؛ سلف صدق يقتدى بفهمهم لكلام الإمام الأعظم – رضي الله عنه وأرضاه – وهم من كبار علماء مذهبه عقيدة وفقها وأصولا.

وبهذا يعلم أن في المسئلة فهمين عند السادة الحنفية الماتريدية للمروي عن إمامهم – رضي الله عنه وأرضاه -، فلا يخرج القائل بنجاة أهل الفترة من عموم مذهب الإمام الأعظم رضي الله عنه وأرضاه ، ولا يكون مقلدا لغير إمامه رضي الله عنه وأرضاه.

والله تعالى أعلى وأعلم.

أحمد الشريف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى