عقيدة أهل الحق في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
في محاضرته الأولى من الدورة العلمية المكثفة في العقيدة والفقه الحنفي من كتاب “مراقي السعادات” المنعقدة بساحة القزاز، وفي شرح قول المصنف الإمام الشرنبلالي رضي الله عنه :
“ونحب جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا نفرط في أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ولا نذكرهم إلا بخير، ومن أحسنَ القولَ في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته فقد برئ من النفاق” أهـ.
قال فضيلة الشيخ أحمد الشريف :
( وهذا نص من الإمام الشرنبلالي رضي الله عنه وأرضاه على منهج أهل السنة والجماعة في التعامل مع هذه القضية الكبرى”عدالة الصحابة” التي ألحقها العلماء بالعقائد، وهي وإن لم تكن بالأساس من مسائل علم العقيدة، لكن لما كثر اختلاف الفرق حول هذه القضية؛ ألحقها علماؤنا رضي الله عنهم بمسائل علم العقيدة حسما لشبهات الفرق الضالة التي حاموا فيها حول حمى الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
وها هو الإمام الشرنبلالي رضي الله عنه يبين لنا أن الطعن في أمهات المؤمنين عليهن السلام، وفي صحابة النبي الكرام رضي الله عنهم هو عين النفاق، وأن رعاية جناب وحرمات الصحابة رضي الله عنهم من علامات البراءة من النفاق.
وهذا من دقيق فهم الإمام الشرنبلالي رضي الله عنه، فإننا إذا عدنا إلى زمن النبوة نجد أن أول من أشاع الطعنَ في السيدة عائشة رضي الله عنها وفي الصحابة الكرام كان رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول لعنة الله عليه، فكان أول من مدَّ حبل النفاق بالطعن فيهم رضي الله عنهم.
فالطعن في الصحابة الكرام حبل نفاق ممدود طرفه الأول مُمْسكٌ به بنُ سلول، وطرفه الآخر في أيادي المنافقين الطاعنين في زماننا.
وقد شاهدتُ في الأيام الماضية ملخص فيلم جديد بصناعة غربية، وتمثيل ممثلين غربيين، وكتابة بعض المنافقين أطلقوا على هذا الفيلم: “سيدة السماء”.
وخلاصته:
١- السيدة عائشة مطعون فيها حاشاها عليها السلام.
٢- السيدة عائشة عليها السلام وضعت السم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقتلته.
٣- القرآن كان مع علي بن أبي طالب عليه السلام فقط وأتى به لأبي بكر عليه السلام فلم يقبله وقال نحن عندنا قرآن آخر، ووضع للناس قرآنا ناقصا من عند نفسه، فرموا أبا بكر الصديق عليه السلام بتحريف القرآن، ورموا سائر الصحابة رضي الله عنهم والأمة بأن القرآن الذي معهم هذا محرف.
٤- عمر عليه السلام ضرب السيدة فاطمة الزهراء فقتلها وماتت إثر ضربه لها.
٥- أبو بكر عليه السلام ظلم الناس بأن وضع عليهم ضريبة جديدة سماها الزكاة وهي ليست من الإسلام، بل هي من ظلم أبي بكر للناس.
٦- مانعوا الزكاة كانوا أبطالا تصدوا لظلم وطغيان أبي بكر حاشاه عليه السلام.
وخلاصة الفيلم: داعش هي الصحابة والصحابة هم داعش فجرة قتلة، بينما ميليشيات الحشد الشعبي وأخواتها هم أهل العدل والرحمة والمحبة والحق!!!
وقد كان هؤلاء المنافقون فيما مضى من الأزمان يخفون هذه العقائد النفاقية عملا بالتقية الواجبة عندهم -التي هي عين نفاق ابن سلول لو كانوا يعقلون- ، وكان علماؤنا يواجهونهم بهذه العقائد النفاقية من كتبهم فيدعون رجوعهم عن أكثرها، أو عدم اتباعهم لها الآن، وأن مذهبهم قد تغير وتطور، إلا أن الله كشف لنا في زماننا كذبهم ونفاقهم.
ويكفينا من كل هذا الغثاء أن نطلع اطلاعا عابرا على كتاب لواحد من كبار أئمة مجرميهم ونفاقهم :حسين النوري الطبرسي والذي سماه:
“فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب”، لتعلم كيف أبعد هؤلاء النجعة في غيهم وضلالهم وبهتانهم على الإسلام وأهله). انتهى.
من كلام شيخنا فضيلة الشيخ أحمد الشريف حفظه الله في المجلس الأول