الشيخ يلقي خطبة يوم الجمعة في المسجد الكبير بمدينة لابي بغينيا
قام فضيلة الشيخ أحمد الشريف بإلقاء خطبة يوم الجمعة الموافق للثالث عشر من شهر جمادى الآخرة للعام الهجري 1444 .
بدعوة كريمة من فضيلة الشيخ جرن: محمد البدر رئيس الشؤون الدينة بمحافظة لابي، وبحضور شعبي واسع، واستقبال رسمي وشعبي مهيب؛ خطب فضيلة شيخنا الشيخ: أحمد الشريف حفظه الله خطبة الجمعة بالمسجد الكبير العتيق بمدينة لبي مسجد الفاتح: كرمك ألفا بحضور السادة المسؤولين ومشايخ القبائل وزعماء المحافظة، وعلى رأسهم كل من:حاكم المحافظة الكولونيل: روبير سوم. وعمدة المدينة: محمد علي جل. وكبير المدينة الشيخ الحاج: فاز جل حفيد المجاهد الفاتح كرمك ألفا. والحاج :صفي الله باه شقيق الشيخ محمد البدر.
وقال فضيلة الشيخ أحمد الشريف في خطبته:(إن الله تعالى أرسل رسوله صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين، وأرسله للثقلين جميعا إنسهم وجنهم ، وجعل رسالته عامة للبشرية كلها عربها وعجمها، وختم به الرسالات، ونسخ بشرعه الشرائع، وأنزل عليه الكتاب الحكيم الذي هو المعجزة الخالدة.وقد أيد الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالمعجزات، وأتم به نوره، قال الله تعالى(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فكيف يتم الله الدين بأتباع كفار منافقين؟ وأصحاب فجار خائنين؟! .
وقد كشف الله لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا كثيرا من عالم الغيب ، كما أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه عن أسماء بنت أبي بكر من حديث كسوف الشمس وفيه قال صلى الله عليه وآله وسلم : (ما من شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا، حتى الجنة والنار).وقد أعلم الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بأسماء المنافقين وأطلعه على ما في صدورهم، بل استودع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسماء المنافقين مع أحد أصحابه-وهو حذيفة بن اليمان- فكان يعرفهم جميعا.فحاشاه صلى الله عليه وآله وسلم أن يخدع في صحابته ، وأن يخذله ربه فلا يطلعه على كفر أصحابه، وحاشاه صلى الله عليه وآله وسلم أن يخذله ربه ويتركه لزوجات كافرات وأصحاب منافقين فيضعون له السم، وكيف والله تعالى يقول( والله يعصمك من الناس) فكيف يعصمه الله من الناس ثم يسلمه للكفار؟! فهؤلاء الذين يدعون كفر الصحابة جعلوا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وكأنه لا يعلم من أمر نفسه شيئا، ولا يدرك شيئا مما حوله، كيف ونحن نؤمن أن جميع أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام يجب لهم: الأمانة والصدق والفطانة، فكان صلى الله عليه وآله وسلم فطنا، ولم يخدعه أبو بكر فيقتله بالسم مع ابنته عائشة حاشاهما رضي الله عنهما، ولا عمر بعد ذلك قتل ابنته فاطمة الزهراء عليها السلام حاشاه رضي الله عنه.فنحن نؤمن أن الله تعالى لم يسئ نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في أصحابه ولا في آل بيته، بل أكرمه في صحابته وفي آل بيته، وقد بارك الله له في أمته فجعلها أمة الخير إلى يوم القيامة، (الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة) .وإن الذين يتوهمون ويعيشون في خيالات وأكاذيب أن الله خذل رسوله ولم ينصره نجدهم ولهم أتباع بالملايين، فهؤلاء يدعون أن الله خذل رسوله وأحاطه بالكفار والمنافقين بينما لم يخذلهم هم وجعل لهم أتباعا بالملايين من المؤمنين المخلصين، فكأن الله نصرهم هم بزعمهم وكذبهم، وخذل رسوله بخيالاتهم وأمراض قلوبهم.حاشا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يكون رسولا مخذولا، وحاشا أمته أن تكون أمة مهزومة، وحاشا صحابته أن يكونوا صحبة سوء ونفاق وكفر، وحاشا آل بيته إلا أن يطهرهم ويرفع قدرهم ويعمم في العالمين بركاتهم.وإنا لنجد الفريقين: الفريق الذي كفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والفريق الذي نصب لواء الإساءة لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله حيثما وجدوا وجد الخراب والقتل والتدمير والتفجير.و حيثما انتشروا نجد الفساد لازم انتشارهم والفواحش تكون حيثما كانوا ونزلوا فتكثر وتعم وتنتشر سرا أو جهرا.وإن الفاتحين المجاهدين المؤسسين لهذه البلاد الذين نشروا فيها الإسلام عرفوا ذلك فتمسكوا بمنهج أهل السنة والجماعة وفهمهم لدين الله، فما كانوا يميلون لأحد الفرقتين الضالتين، فنصرهم الله ورفع بهم ألوية الدين في هذه البلاد وما حولها وانتشر الخير والعدل والرخاء والأمن.ونحن ندعوكم للتمسك بمنهج أهل السنة والجماعة الذي كان عليه اجدادكم وكان ولا زال عليه السواد الأعظم من المسلمين في شتى أمصار المسلمين، ولا زال عليه منهج الأزهر الشريف).